رؤية الحق بالروح والقلب
قال خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله حين عاد من المعراج: "من رآني فقد رأى الحق" [...] يتمحور الحديث هنا عن الرؤية التي تختلف عن النظر، حيث أنها تظهر من عالم الباطن، أي من القلب والروح. وقد خاطب إبراهيم عليه السلام ربه قائلاً: {أرني كيف تحى الموتى}. ولا تعني كلمة "أرني": أَرِ عيني، بل معناها: أَرِ روحي. وكذلك موسى سلام الله عليه قال: {أرني} فأجابه الحق: {لن ترنى}، فحدُّك لا يخوّلك رؤيتي، يا موسى، حتى لو كنت نبياً وحتى لو كنت موسى! أظننتَ أنه حين كلّمتنا وكلّمناك بضعة أيام، بات بإمكانك أن ترتقي وتتحدث عن الرؤية؟ إلزَم حدّك.
ولكن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام يقول: "لم أعبد رباً لم أره" وكذلك يقول ولده الحسين عليه الصلاة والسلام: "عميت عين لا تراك" ثم يقول: "يراك عظمي وصيوان أذني وأظافري وكل شعرة في بدني وكل رمش في عيني ولحمي وجلدي ودمائي الجارية في عروقي". إي والله، لك حقٌ أن تكون "ثار الله" و"وتر الله الموتور".
ولكن ما معنى "وتر الله الموتور"؟ كما يُقال في مجال التوحيد، {قل هو الله أحد}، "الأحد" في مرتبة الذات و"الواحدية" في مرتبة الصفات، يقال للوليّ "وتر الله الموتور"، أي لا ثانٍ لعليّ ولا ثانٍ للحسين.
من نفحات العارف الربانيّ آية اللّه الكربلائي السيّد أحمد النجفيّ دام ظلّه، من كتاب حسين سيّد الشهداء حقيقة بلا انتهاء ص١٧٢-١٧٣
---------------------------
https://mobile.twitter.com/agha_najafi
http://t.me/aghanajafi
https://m.facebook.com/NajafiAgha
https://www.instagram.com/agha.najafi
http://aghanajafi.blogspot.com
Comments
Post a Comment