الطريق إلى المعرفة بالعجز عن المعرفة
إن العارف الحقيقي بالله والحائز على أعلى الدرجات في التوحيد هو أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام. ولكن ما نقوله نابعٌ من جهلنا، فمجرّد تعريفنا له بهذا الكلام يعدّ جرأةً وانعداماً في المعرفة. ما دَخلُنا بهذه المسألة، أوَهل نقدر نحن على الكلام عنه؟
ولكن في عالم المحبة، الذي هو عالم جواز هذا الكلام، يُغفَرُ لنا. وإلا فإن أحداً لا يمكنه القول إن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام هو عارفٌ بالله، لأنّ على من يُعرّف به أن يكون صاحب مرتبة رفيعة تخوّله الكلام والحديث عنه، فمن ذا الحائز على تلك المرتبة؟ ومع ذلك فإن أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام يسامحنا على كلامنا عنه.
يقول عليه السلام: "وكمال التوحيد نفي الصفات عنه". فما عَرَف الله كل من يقول إنه "خالق" و"رازق" و"رحمان" و"رحيم". وليخجل كل المعرّفين بالله من انفسهم، فذلك الموحّد عليه الصلاة والسلام عرف الله بالقول: "وكمال التوحيد نفي الصفات عنه".
وهكذا، فليستغفر ربه كل من يعرِّف بمقام رسول الله صلى الله عليه وآله في قوله: "لي مع الله حالات". فما كان ذاك المقام؟ لا أحد سواه يعلم. فعلى المرء أن يكون في ذلك الموقع حتى يفهم، إذ إنّ هذا مقام لا يُعرف بالعلم والعرفان والفلسفة بل بالتذوق والوصول.
وحتى يتمكن الإنسان من الوصول إلى مقام "لي مع الله حالات"، يلزمه الفناء والإستغراق التام في الوليّ بحيث يطلّ برأسه من هناك ويقول: "لي مع الله حالات".
من نفحات العارف الربانيّ آية اللّه الكربلائي السيّد أحمد النجفي دام ظلّه، في كتاب حسين سيّد الشهداء حقيقة بلا انتهاء ص١٧٠-١٧٢
---------------------------
https://mobile.twitter.com/agha_najafi
http://t.me/aghanajafi
https://m.facebook.com/NajafiAgha
https://www.instagram.com/agha.najafi
http://aghanajafi.blogspot.com
Comments
Post a Comment