Skip to main content

العارف الرباني آية اللّه الكربلائي السيّد أحمد النجفي دام ظلّه



أخذت بيدي، فلم أسقط

كان المرحوم الحاج أكبر ناظم يقول: توقفتْ مجالس العزاء، فمضت فترة من الزمن لم نكن نقرأ فيها عزاء سيد الشهداء عليه السلام. ثم تحرّرنا ثانية. فكنا نذهب إلى المنازل الكبيرة لإقامة المجالس. كنتُ أفتح الباب صباحاً، وأعدّ السماور ريثما يحضر الجميع. وفي إحدى المرات، كنتُ واقفاً أمام المنزل وأترقّب جيداً. وفي تلك اللحظة، رأيتُ شاباً أنيقاً ونظيفاً يروح ويجيء. فتقدّمتُ نحوه وقلت له: تفضل أيها السيد إلى العزاء. رأيته يأتي لا إرادياً ويدخل من دون حصول أي تعارف بيننا.
في وسط الفناء، كان هناك غرفة يحتسي الناس فيها الشاي ثم يدخلون إلى العزاء. دللته عليها وقلت له: تفضل واشرب الشاي هنا. وعندما أتيت لآخذ الكوب، إلتفتُّ إلى أنه سكران وفمه ملوّث. فشعرت بالإنزعاج الشديد لكوني دعوتُ إلى مجلس الحسين عليه السلام رجلاً سكران وغير طاهر. ولكي يقوم ويرحل سألته: هل أسكب لك كوب شاي آخر؟ فقال: لا، إني مغادر. ولكن حتى لا يختلط كوبه مع الأكواب الأخرى، أحضرتُ له الشاي وجلست قربه بنفسي حتى لا يلتفت أحد إلى وضعه.
صعد الحاج حسن دولابي إلى المنبر ومن دون أية مقدمة أو بسملة حتى، تلا الشعر الآتي: [...]
(أيها المحاسب، إن كنت مسروراً بأنك أمسكت بي سكران تلك الليلة، فأنا مسرور لأنك أخذت بيدي حين كنت أسقط).
وفجأة، رأيت ذلك الشاب السكران يصرخ ويُغشى عليه. فأتيت ورميت الماء على وجهه، وما إن استعاد وعيه، حتى نهض وغادر مطأطئاً رأسه، واضعاً حذاءه تحت إبطه.
قلت: يا إلهي، ما كانت هذه الحادثة؟ في اليوم التالي، عندما قدِمتُ في وقت الآذان حتى أفتح الباب، رأيت الشاب نفسه قد أتى وتوجّه إلى بيت الإمام الحسين عليه السلام وهو يبكي ويقول: حبيبي يا حسين، الحمدلله أنك أخذتَ بيدي وطهّرتني.
سيدي، نحن لم نأتِ إليك هكذا، بل أنت الذي أحضرتنا. لو لم تحبّنا ولم ترِدنا، ما كنتَ لتدلّنا على طريقك، نحن ملوّثون مهما فعلنا، فالتلوّث من سِماتنا.


من نفحات العارف الرباني آية اللّه الكربلائي السيّد أحمد النجفي دام ظلّه، في كتاب حسين سيد الشهداء حقيقة بلا انتهاء ص٢١٢-٢١٥
---------------------------
https://mobile.twitter.com/agha_najafi
http://t.me/aghanajafi
https://m.facebook.com/NajafiAgha
https://www.instagram.com/agha.najafi
http://aghanajafi.blogspot.com

Comments

Popular posts from this blog

آية الله الكربلائي السيد أحمد النجفي دام ظله

من نفحات العارف الرباني آية الله الكربلائي السيّد أحمد النجفي دام ظلّه: قال الحسين عليه السلام: ما من أحدٍ في العالمِ مساوٍ لرسولِ الله في صفاتِه أكثر من ولدي عليّ الأكبر عليه السلام، وأنتَ، يا الله، الشاهدُ على صحّةِ ما أقول، لأنّ الناس، بل كلّ الوجود، لا يفقهُ كلامي. 📗حسين سيد الشهداء حقيقة بلا انتهاء ص٤٢٠ --------------------------- https://mobile.twitter.com/agha_najafi http://t.me/aghanajafi https://m.facebook.com/NajafiAgha https://www.instagram.com/agha.najafi http://aghanajafi.blogspot.com

العارف الرباني آية الله الكربلائي السيد أحمد النجفي دام ظلّه:

من نفحات العارف الرباني آية الله الكربلائي السيد أحمد النجفي دام ظلّه: وردَتْ في زيارةِ الإمامِ الكاظم عليه السلام عبارتان: "السلامُ عليكَ يا مخزنَ الأنوار"، أي مانحَ الوجودِ للعالم، "السلامُ عليك يا نورَ اللهِ في ظلماتِ الأرض"، يعني إذا أرادَ هذا النورُ أن يخلقَ حقيقةً ما في القلب، ينبغي أولًا أن يوجِدَ شاخصًا  من وجودِه في ذلك القلب -وتلك الروح- حتى يُلقيَ هذا النورُ ظلَّه عليه. فإذا لم يحضروا، لن يسطعَ نورُ الله على القلب، وإذا لم ينفذوا إلى وجودِ الإنسان -ولو كان نبيًّا- لن يشرقَ  نورُ الله عليه، وإنْ أشرقَ، لن يكونَ له ظلّ. 📗 مشكاة النور ص٣٩٤ --------------------------- https://mobile.twitter.com/agha_najafi http://t.me/aghanajafi https://m.facebook.com/NajafiAgha https://www.instagram.com/agha.najafi http://aghanajafi.blogspot.com

العارف الربانيّ آية اللّه الكربلائي السيد أحمد النجفي دام ظله

من نفحات العارف الربانيّ آية اللّه الكربلائي السيد أحمد النجفي دام ظله: الولاية هي إلقاء كل الوجود امام قدميّ الوليّ. 📗 كربلاء الشهود ص١٥٣ --------------------------- https://mobile.twitter.com/agha_najafi http://t.me/aghanajafi https://m.facebook.com/NajafiAgha https://www.instagram.com/agha.najafi http://aghanajafi.blogspot.com