محب الحسين عليه السلام تحت نظر رسول الله صلى الله عليه وآله
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "والله إني أحب من أحب حسيناً". ويقول صلى الله عليه وآله في موضع آخر إنه يحب من يحب الحسين كما يحب الحسين نفسه، وهذا مختصّ بسيد الشهداء عليه السلام لأن الوحدة التامة تتحقق في حبه عليه السلام.
وفي يوم من الأيام، كان رسول الله صلى الله عليه وآله مارّاً في أحد الأزقة. وفي الأثناء، كان بعض الأولاد يلعبون هناك. توقف صلى الله عليه وآله وتوقف خلفه أصحابه. نظر نظرة طويلة وحدّق جيداً في شيء ما. وفي هذا الوقت، توقف الأولاد عن اللعب أيضاً. كان الرسول صلى الله عليه وآله ينظر إلى ولدٍ حافي القدمين ويرتدي لباساً ممزقاً والفقر بادٍ على مظهره. تقدّم الرسول صلى الله عليه وآله إليه بخطوات بطيئة - إفعلوا الأمر نفسه عندما تذهبون للزيارة وسيروا بخطوات بطيئة - حتى وصل إلى ذلك الولد الذي كان ينظر إليه بدوره، وجلس على التراب. فتعجّب الأصحاب وسألوه عن فعله هذا. فقال لهم: إني في مكان لا ينبغي أن أجلس فيه إلا على التراب.
احتضن الطفل وبدأ يقبّله ويبكي. فقال الأصحاب: إننا لم نره يقبّل أحداً هكذا إلا الحسن والحسين عليهما السلام، فمن هو هذا الطفل؟ فقال صلى الله عليه وآله: إنكم لا تعلمون أنه في أحد الأيام، كان هذا الطفل يلعب مع الحسين عليه السلام، فحلّ الغروب وأراد الحسين أن يرجع إلى البيت. إلا أن هذا الطفل تمسّك به وقال له: لا تذهب، إبقَ قليلاً بعد حتى نلعب معاً. فهذا الطفل عاشق لولدي الحسين عليه السلام.
وليس الحسين وحده من حفِظ رسول الله صلى الله عليه وآله، بل إن محب الحسين حفِظ الرسول كذلك.
أقول: يا رسول الله، إن كان الكل لا يدري فأنت تدري أن أرواحنا لا تعرف إلا الحسين. من عسانا نريد سواه؟
آمالنا ليست معلقة إلا على أعتابه. إنك، يا مولانا، تعلم الحقيقة، وإذا لم تقبل محبتنا للحسين، فأي محبة ستقبل إذا؟ أي عشق عساك تقبل غير عشق الحسين عليه السلام؟
لقد انتقل ذلك الطفل من الذات إلى الصفة ومن الصفة إلى الفعل. أما نحن، فنعتقد بأن على الإنسان أن يعمل بتكليفه وبأن يكون عمله جيداً حتى يُقبَل منه. [...]
سُئل الإمام الصادق عليه السلام: ماذا يفعل الإنسان إذا ذهب إلى كربلاء ولم تشمله المغفرة؟ فقال عليه السلام: لا يمكن لأحد أن يذهب إلى كربلاء ولا يكون مشمولاً بالمغفرة.
من نفحات العارف الرباني آية الله الكربلائي السيد أحمد النجفي دام ظلّه، في كتاب حسين سيد الشهداء حقيقة بلا انتهاء ص٢٥٥-٢٥٧
---------------------------
https://mobile.twitter.com/agha_najafi
http://t.me/aghanajafi
https://m.facebook.com/NajafiAgha
https://www.instagram.com/agha.najafi
http://aghanajafi.blogspot.com
Comments
Post a Comment