*فتات سفرة أهل البيت عليهم السلام* تقول الرواية: "سبّحنا فسبّحت الملائكة، وقدّسنا فقدّست الملائكة". لقد سبّحنا لأننا نحن حقيقة هذا الكلام ولأننا متصلون بآية {سبح اسم ربك الأعلى}. أما الملائكة، فتعلّمت التسبيح منا. وحين قمنا بتقديس الحق، تعلمت منا الملائكة التقديس. قالت الملائكة للحق المتعال: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبّح يحمدك ونقدّس لك قال إني أعلم ما لا تلعمون}، أي أني أخبُرُ ما لا تَخبُرونَه، والعلم عين الذات. وفي مجال الإتصال بالحقائق، يأتي الروح القدس في مقدمة كل الملائكة. ويختلف الروح القدس عن الروح الأمين. فالروح الأمين هو جبرائيل الذي يتنزل إلى عالم التراب والمادة ويكون أنيساً للأنبياء ومؤنساً لهم. أما الروح القدس، فليس له تنزل في عالم المادة، بل إنه يكون مع الأنبياء والأولياء في عالم الروح والمعنى. وبالتالي، فإن مقام الروح القدس هو أعلى من مقام الروح الأمين، إذ إن الروح القدس عالمٌ بالأسرار وواصلٌ إلى جميع الحقائق. ويقول الإمام الحسن العسكري عليه السلام عن روح القدس المتفرّد بارتباطه بالحقائق: "والروح القدس في جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا البا...